تحذير من كارثة مع توقف الانروا عن توزيع المساعدات الغذائية
حماس تبلغ مصر قبولها هدنة في غزة اولا
ليبيا تصر: وضع القطاع اسوأ من معسكرات النازية
25/04/2008
غزة ـ القاهرة ـ واشنطن ـ القدس العربي :
قدم وفد من حركة حماس الخميس مقترحات في اجتماع بالقاهرة مع وسطاء مصريين حول هدنة مع اسرائيل في قطاع غزة الي جانب جدول زمني لتوسيع الهدنة لتشمل الضفة الغربية.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن محمود الزهار وسعيد صيام وهما من قادة حماس اجتمعا مع مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان الذي يمثل حلقة الاتصال الرئيسية بين الحركة واسرائيل.
وقال مسؤول فلسطيني قريب من المحادثات ان وفد حماس ابلغ سليمان بأن الحركة مستعدة لقبول فكرة هدنة مرحلية تبدأ بقطاع غزة.
وقال المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه موقف حماس هو أنها توافق علي تهدئة في الضفة الغربية وقطاع غزة علي أن تبدأ في غزة في هذه المرحلة ومن ثم يتم تطبيقها في الضفة الغربية بعد مدة معروفة متفق عليها ومحددة .
وفي السابق أصرت حماس التي تسيطر علي قطاع غزة والتي يعيش عدد من كبار أعضائها في الضفة الغربية علي أن تبدأ الهدنة وتطبق علي الضفة الغربية وقطاع غزة في وقت واحد.
وقالت اسرائيل انها مستعدة لتهدئة علي الحدود مع غزة لكن سريانها يتطلب توقفا تاما في هجمات حماس علي اسرائيل ووقفا لنيران الصواريخ عبر الحدود من جميع الفصائل الفلسطينية ووضع نهاية لعمليات تهريب السلاح الي القطاع الذي تسيطر عليه حماس.
وقال مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت لا يمكننا أن نقبل فترة هدوء ليكون هو الهدوء الذي يسبق العاصفة .
وقال المسؤول الفلسطيني ان حماس اشترطت أن تعتمد أي هدنة علي قيام اسرائيل بفتح كل معابر غزة ووقف جميع العمليات العسكرية في القطاع.
وأضاف أن حماس تحظي بتأييد كل الفصائل الفلسطينية الاخري في القطاع. وتابع أن مصر ستنقل مقترحات حماس الي اسرائيل خلال الايام المقبلة. وقال مسؤول اسرائيلي كبير نحن لا نلتقط أنفاسنا. المؤكد أننا لا نريد لحماس استراحة لتصبح أقوي .
وحذرت مصادر دبلوماسية من كارثة في قطاع غزة بسبب استمرار الحصار.
وأوقفت الامم المتحدة مساء الخميس توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة بسبب نفاد الوقود في حين القت اسرائيل اللوم علي حماس واتهمتها بافتعال ازمة.
واعلن المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (الاونروا) عدنان ابو حسنة ان الاونروا اوقفت الآن توزيع كافة المساعدات الغذائية التي يستفيد منها 650 الف لاجئ فلسطيني في قطاع غزة بسبب نفاد الوقود كليا من مخازنها .
من جهة اخري اعلن القائم باعمال السفير الليبي في الامم المتحدة امس الخميس ان الوضع في غزة اسوأ من معسكرات الاعتقال النازية، وذلك بعد ان اثار بالامس بلبلة في مجلس الامن الدولي عندما عرض مقارنة مماثلة ما دفع بممثلي الدول الغربية الي مغادرة القاعة.
وقال الدبلوماسي ابراهيم الدباشي للصحافيين ان الوضع في غزة اكثر مما حصل في معسكرات الاعتقال لان هناك عمليات قصف والقنابل تسقط يوميا علي غزة .
واضاف الدباشي انه اسوأ . وليبرهن علي ذلك قال انه لم تكن هناك عمليات قصف علي معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
ومساء الاربعاء واثناء مشاورات في جلسة مغلقة لمجلس الامن الدولي حول الشرق الاوسط، شبه الدباشي الوضع في غزة بما حصل في معسكرات الاعتقال النازية.
وغادر عندئذ سفراء فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وبلجيكا وايطاليا وكرواتيا القاعة تعبيرا عن احتجاجهم مما ادي الي انهاء الجلسة.
ويوم امس الخميس، قال الدباشي انه استخدم هذا التشبيه المثير للجدل امس الاول كحجة ليدعم التأكيد الليبي في انه يتعين علي مجلس الامن ان يتحرك لوضع حد لمعاناة الفلسطينيين في غزة.
ورد القائم باعمال السفير الامريكي في الامم المتحدة اليخاندرو وولف في حال حصلت هذه التصريحات فعلا، فانها تعكس درجة من الجهل التاريخي وغياب الحس الاخلاقي الذي يشكل عموما احد اسباب عجز مجلس الامن عن التحرك بشأن المسائل المتعلقة بالشرق الاوسط، وتوضح لماذا يصعب تحقيق السلام الي هذا الحد .
وقال للصحافيين الذين كانوا يسألونه حول تصريحات زميله الليبي الخميس ان تشبيه الوضع في غزة، مع كل صعوباته، بالوضع في معسكرات الاعتقال في المانيا النازية (..) غير صحيح تاريخيا ولا يتطابق اساسا مع الجهود المبذولة للتوصل الي السلام في الشرق الاوسط .
وليبيا هي العضو العربي الوحيد في مجلس الامن وتتحدث عادة باسم المجموعة العربية في الامم المتحدة.
وجاء خروج الدبلوماسيين الغربيين الاربعاء من قاعة مجلس الامن الدولي ردا علي تصريحات الدباشي في حين لم يتوصل اعضاء المجلس الي الاتفاق علي بنود قرار مشترك يتعلق بالوضع في غزة.
ومنذ اشهر عدة، تثير اجتماعات مجلس الامن الدولي حول الشرق الاوسط، مناقشات حادة وخلافات تميزها تصريحات بعيدة عن الدبلوماسية.